الموت يخطف رئيس هذه الدولة الشقيقة!
و.م.ع
قبل انتهاء ولايته الرئاسية بثلاثة أعوام أطاح عسكر مالي بالرئيس بوبكر كيتا من كرسي الرئاسة. الرئيس ذو الخلفية المدنية الذي حكم مالي بين 2013 و 2020، توفي بالإقامة الجبرية في العاصمة باماكو، بحسب ما أفاد أفراد من عائلته.
عن عمر ناهز 76 عاما، تُوفي الأحد (16 يناير 2022)، رئيس مالي السابق إبراهيم بوبكر كيتا، الذي حكم الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بين عامي 2013 و2020، وفق ما أفادت عائلته.
وكان كيتا قد أمضى عامين فقط من ولايته الثانية التي تستمر خمس سنوات، ثم واجه عام 2020 احتجاجات واسعة في الشوارع ضد حكومته وأطاح به الجيش الذي يخضع الآن لعقوبات إقليمية بعد نكثه بتعهد اعادة البلاد الى الحكم المدني.
وقال أحد أفراد العائلة إن الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا « توفي هذا الصباح عند الساعة 09,00 ت غ في منزله » في باماكو. وأكد هذه المعلومة عدد من أفراد الأسرة، لكن لم يتم الكشف عن سبب الوفاة.
وفي الأسابيع التي سبقت انقلاب عام 2020 واجه كيتا احتجاجات شعبية أججتها طريقة تعامله مع التمرد الجهادي وفشله في ايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتعثر. كما أدى بطء الإصلاحات السياسية وتردي الخدمات العامة وتفشي الفساد إلى تغذية المشاعر المعادية لكيتا وخروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع.
وفي 18 غشت 2020 أجبر ضباط عسكريون شبان كيتا على التخلي عن منصبه بعد قيامهم بتمرد في قاعدة بالقرب من باماكو قبل انتقالهم إلى المدينة حيث احتجزوا كيتا وقادة آخرين.
وبضغط من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا « إيكواس »، أطلق المجلس العسكري الذي انبثق من التمرد سراح كيتا في 27 غشت وسمح له بالعودة الى مقر اقامته حيث وضع تحت المراقبة. وأصيب كيتا في الشهر التالي بجلطة دماغية صغيرة تلقى على إثرها العلاج في دولة الامارات.
وشهدت البلاد انقلابا آخر من قبل المجلس العسكري في ماي 2021.
ووافقت « إيكواس » هذا الشهر على فرض عقوبات على مالي بعد اقتراح ببقاء المجلس العسكري في السلطة لمدة قد تصل إلى خمس سنوات قبل إجراء انتخابات، رغم المطالبة الدولية بأن يحترم المجلس تعهدا سابقا بإجراء الانتخابات في فبراير.
نبذة عن حياة بوبكر كيتا
ولد كيتا في 29 يناير 1945 في مدينة كوتيالا الصناعية الجنوبية التي كانت مركز إنتاج القطن في مالي قبل تدهور هذه الصناعة. عمل والده موظفا حكوميا في المدينة، وجده الأكبر كان جنديا في الجيش الفرنسي وقتل في معركة فردان خلال الحرب العالمية الأولى.
بعد دراسته الأدب في مالي والسنغال وفرنسا، عمل كيتا مستشارا لصندوق الاتحاد الأوروبي للتنمية الخارجية قبل أن يتولى رئاسة مشروع تنموي في شمال مالي.
عارض كيتا الجنرال موسى تراوري، الرئيس الأسبق لمالي الذي أطاح به انقلاب عسكري عام 1991، لكنه برز خلال ولاية ألفا عمر كوناري، أول رئيس منتخب ديموقراطيا في مالي.
وعندما تولى رئاسة الحكومة بين عامي 1994 و2000، اكتسب كيتا سمعة قيادي صارم بعد إحباطه سلسلة إضرابات، ما مهد لفوزه بغالبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية عام 2013 بعد خسارته في انتخابات 2002 و2007.