طلحة جبريل يكتب عن ابن واد زم اشرف حكيمي

ما 24 تيفي

هذه تجربة شخصية، لكن بدا لي أن تفاصيلها تستحق التسجيل .بادرت للمرة الثالثة لإجراء الفحص الطبي (PCR) لمعرفة ما إذا كانت هناك إصابة بالفيروس.

سالتني موظفة الاستقبال في المختبر ما إذا كان غرض الفحص الحصول على شهادة بغرض السفر.

تتحدث عن سفر بات من الذكريات، إذ إن الطائرات لم تعد تحلق بل رابضة فوق المدرجات.

ثم طرحت سؤالاً: لماذا تريد إذن إجراء الفحص الطبي؟كان جوابي بأنه سؤال منطقي.

زدت شارحاً: يا سيدتي أنا سنجاب قطارات ولدي العشرات من الطلاب في سبع مدن، ولا أريد أن يتحول أنفي إلى حاضنة لهذه المتحورات التي لا تَكُفّ عن التحور، وظني أن الناس ليسوا في حاجة إلى مزيد من المرضى.

قالت يمكن أن تعود غداً، سنجري الفحص في العاشرة صباحاً وفي العصر سنتصل بك هاتفياً لتعرف النتيجة وما إذا كانت “سلبية” أو “إيجابية”، وبعد ذلك سنرسل لك تقريراً عبر البريد الإليكتروني.
قلت لها: الأعمار بيد الله. خفت من غروري ألا تفهم لذلك أضفت “إذا وافاني الأجل عزائي أنني عملت ما يكفي وإذا قدر لي أن أعيش سنوات أخرى فإن لدي ما يكفي من العمل”.

لغوياً أعتقد أن أي” نتيجة سلبية “هي بالضرورة سيئة، لكن مع هذه الجائحة أضحت تعني أن الشخص بمنأى عن الوباء.
في اليوم التالي لم تستغرق عملية الفحص سوى دقيقتين، أخذت الممرضة عينة من سائل الأنف وضعتها في إناء زجاجي معقم.
في العصر تلقيت الاتصال الهاتفي، قالت موظفة الاستقبال”مبروك النتيجة سلبية”.ثم تلقيت نسخة من التقرير بالبريد الإليكتروني ويشتمل على المعلومات الشخصية ومفردة” سلبية”.
ظني إن الإشكال الآن ليس في الجائحة، بل في الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشها الناس.حالة تلخصها أربع مفردات: القلق والحزن والكآبة والإحباط.
مما يدعم الإحساس أن عصر الحياة الممتعة قد ولى، والناس تشعر بقلق متزايد، بل تعيش نهارات وليالي عامرة بالقلق، وتسود حالة حزن غير مسبوقة. وكذلك قدر غير قليل من الكآبة والإحباط.
في ظني أن الصورة ليست سوداوية، ووسط حالة الحزن السائدة تبقى روح التحدي موجودة لدي الناس . بل إن مشاعر الفرح والابتهاج موجودة في الدواخل، مما يؤكد ذلك ما حدث ليلة الثلاثاء.
في تلك الأمسية شاهدت كيف ابتهج الناس بما حققه نجم كروي صعد باسمه إلى الأعالي.من يكون سوى أشرف حكيمي ابن مدينة وادي زم .لاعب لديه موهبة تحسب المليمترات، لذلك يعرف كيف يسدد الكرة في الزاويا الضيقة. بعد هدفه المدوي سادت موجة فرح استثنائية ، بل أكثر.
يا له من فتى .

قد يعجبك ايضا