لينا مظلوم…مساحة حب تحتضن الجميع

المراجعة المنطقية التى عبرت عن نفسها بمواقف لشخصيات غلب عليها بعد ثورة30 يونيو هواجس القلق من الوطن أو عليه.. غاب عنها آنذاك أن مصر هى مساحة حب تحتضن الجميع. مع اتضاح حقيقة الصورة عادت هذه الأسماء لممارسة دورها تحت سقف الوطن بعد إعادة تقييم مواقفها الفكرية وتأكد لها أن داخل الدولة التى تمضى فى مسارات الإصلاح والتنمية ليس هناك صوت عاقل يتبنى إلغاء دور التيارات والقوى الوطنية، خصوصاً حين يبلغ أداؤها أعلى درجات الحكمة مع الدعوة إلى اصطفاف شعبى عام وتوحيد الجبهة الداخلية.. هى حالة من الوعى تكررت تاريخياً فى معظم دول العالم خلال الأزمات على اختلاف طبائعها. صوت الحكمة حالياً يدفع جميع المهمومين بالوطن نحو ملف التحديات الاقتصادية والمبادرة إلى طرح مشاريع جادة لتحسين المناخ الاقتصادى.. فتح فرص عمل.. دعم الحكومة فى إدارة الملف الاقتصادى.

هذه المراجعات فندت كل مزاعم الحجر على الآراء الوطنية، رغم أن «دكاكين» الإرهاب والانحطاط التى تبث من دولة أجنبية تسعى لاستغلال هذه الورقة فى محاولة خائبة لإخفاء وجه الجماعة الخبيث وإعادة خداع بعض المنتمين لأحزاب متفاوتة من اليمين إلى اليسار عبر مطالبتهم بتجاوز أدوارهم ككتل سياسية ونسيان الماضى! فى لحظة طمست جماعة «البنا» تاريخ جرائمها واستباحتها لدماء الجميع دون تفرقة وضمنهم أعضاء من هذه الكتل! جماعة كادت تدفع البلد عملياً إلى شفا حرب أهلية. المحاولة تعبر عن أقصى درجات الخداع والهذيان، إذ لا يوجد أى مجال مساواة بين شخصيات أعادت النظر فى مواقف سابقة بعدما تبين لها صدق ما يحدث فى المشهد العام ويؤكد لها أن حضن الوطن يرحب بالجميع تحت مظلته، بمجموعة ضالة ثبت تورط أفرادها مباشرة فى جرائم قتل وتفجيرات، هو أمر من المستحيل تقبله فى أى دولة تحترم سيادة القانون.

الحقيقة التى ارتبطت بأبجديات السياسة أن أى مشروع سياسى داعم للديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان -وهو ما يحدث حالياً بالدلائل وفق مصالح المواطن المصرى وأولوياته- يتقاطع كلياً مع أدبيات الجماعة التى يعتنق مشروعها الخاص القائم على بناء دولة دينية يحتكرون هم فقط فيها تفسير النصوص والتشريعات. منذ نشأتها اعتمدت التعالى على كل الأحزاب والكتل السياسية.. أضفت التميز على أعضائها بزعم أنهم فقط المدافعون عن الإسلام، وتعمدت إخفاء مطامعها السياسية -التى تكشف أنها على رأس أهدافها- لغلق أى مساحة للنقاش والخلاف.

الشخصيات من التيارات المختلفة عبرت عن مراجعاتها حين لمست صدق احتواء الجميع داخل الساحة السياسية، مع خطوات تحقق دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى القوى السياسية للمشاركة فى الحوار الوطنى وإصدار قرار إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى والإفراج عن أعداد كبيرة من المسجونين بينهم شخصيات معروفة. هذا الانفتاح على التنوع فى الرؤى قطع الطرق على سموم لم يعجز «غربان» الخارج من ترديدها فى محاولة إيجاد دور لهم. لكن ترحيب المشهد السياسى بالجميع بالتأكيد لا يحتمل قبول من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء.

استيعاب التنوع ظهر كواقع ملموس فى تجربة الأحزاب التى تضم رؤى مختلفة أبرز أصحابها من شريحة الشباب وإن كانت التجربة الحزبية ما زالت بحاجة إلى الاقتراب أكثر من نبض الشارع كى تكتمل ملامحها، وجود نواب داخل البرلمان من أحزاب تتبنى توجهات مختلفة، حتى ضمن البرنامج الرئاسى للشباب ودوره منذ عام 2015 فى بناء كوادر قادرة على تكوين والتعبير عن رؤيتها السياسية للمستقبل. كل هذه القنوات ليست فقط عناوين.. هى المسار الوحيد لتحقيق مستقبل سياسى مستقر.