قتلة الشرطي استعملوا ثلاث سيارات والكاميرات تكشف عن إعدادهم القبلي لسيناريو الاختطاف والجريمة
عثر على قنينة إطفاء حريق خاصة بالسيارات، أول أمس (الأحد)، وتم حجزها لفائدة البحث، للتعرف عما إذا كانت لها علاقة بتصفية شرطي المرور، أم أنها فقط رمى بها مجهول عشوائيا في المكان نفسه، الذي شهد جريمة تصفية الأمني.
وحسب جريدة الصباح فقد كشف استقراء كاميرات المسار الذي غادر منه الجناة مسرح الجريمة الأول “مدارة عين الكديد” بالرحمة، غير بعيد عن السد القضائي القار، الذي تشرف عليه مصالح الشرطة التابعة لأنفا، عن شبهة استعمال الجناة سيارتين على الأقل، بالإضافة إلى سيارة الضحية، للتنقل عبر مختلف النقط التي حددوها سلفا، كما أظهر إعدادهم القبلي لسيناريو الاعتداء، وتصميمهم على اختطاف الضحية من مكان عمله لتعريضه بعد ذلك للتعذيب. كما ينتظر أن تشمل الأبحاث محطات الوقود، للتعرف عبر كاميراتها على الأشخاص الذين اقتنوا كميات منها في اليوم نفسه، الذي وقعت فيه الجريمة.
وتتسارع التحقيقات،حسب المصدر ذاته على أكثر من مستوى، لإيقاف الفاعلين، ويتعلق الأمر بمسألة وقت فقط، سيما أن الجناة المفترضين، يشتبه في أنهم اختاروا اللوذ بمكان آمن، للاختباء فيه ومنعوا عن أنفسهم التحرك، أو الخروج لعدم كشفهم واعتقالهم.
وأظهرت المعاينات التي تمت بمسرح الجريمة الأول بالرحمة، أو تلك التي أنجزت حين العثور على الجثة، أن الضحية تعرض لطعنات وضربات في مختلف أنحاء جسمه، ما ينم عن عدم استسلامه حين مغافلته من قبل الجناة، وعن مقاومته لهم، مع ترجيح فرضية إصابة أحد الفاعلين، خصوصا أن الضحية كان يواظب على الرياضة، ويمارس هواية الملاكمة.
وساهم التأخر في اكتشاف الجريمة، في تمكين الجناة من أخذ وقتهم الكافي، لنقل جثة الضحية على متن سيارته الشخصية، والتوجه بها إلى منطقة الساحل أولاد حريز، وإحراقها، إذ أن الفارق المحتمل بين وقوع الاعتداء واكتشاف الجثة يفوق 10 ساعات على الأقل، وهي مدة استغلها الجناة للتحرك بحرية بين كل المناطق التي رصدت فيها آثارهم.
وبدا من خلال سيناريو الجريمة، أن الجناة خططوا بإحكام لجريمتهم، واختاروا ساعة التنفيذ في اليوم الذي سيكون فيه الضحية بالمدارة، التي تقع بين أراض فلاحية، وانتظار ساعة الصفر لانتهائه من مهامه ليلا، أو توجهه إلى سيارته لمباغتته والاعتداء عليه في غفلة منه، قبل حمل جثته على متن سيارته الخاصة. كما أن العثور على سيارة الضحية بعد يومين من الجريمة، يوحي أن الجناة يتوفرون على ملاذ غير بعيد، مكنهم من إخفاء السيارة لـ 24 ساعة، قبل التخلص منها، بإحراقها لإتلاف ما يمكن اعتماده دليلا قد يسقطهم سريعا في يد المحققين.