الشيخ مصطفى بن حمزة يدعو إلى ضرورة حماية حرية الصحافة
أكد الشيخ الفقيه المقاصدي الدكتور مصطفى بن حمزة على ضرورة حماية حرية الصحافة لأن نهضة الأمم تتوقف عليها في مداخلة نظمتها فيدرالية الناشرين بوجدة.
وقال بن حمزة في مداخلته ” من الأشياء التي لا تحمد أن نجد أنفسنا في هذا الزمن مدعوين إلى أن نبين للناس قيمة الإعلام، لأن هذا الأمر أصبح متجاوزا بالنسبة للشعوب التي نهضت، فالإعلام هو الذي يتطور به المجتمع أو ينتكس”.
و أضاف ” وبالعودة إلى التاريخ القديم نجد كيف أن الشاعر كان لسان قبيلته قومه، وكيف كان يرفع صوته داعيا إلى ما يشاء من المكارم والأخلاق، لذلك كان النساء يعتبرون أن نبوغ شاعر من الشعراء هو محمدة كبيرة للقبيلة، وكان حماة القبائل هم الشعراء، وكان من عادة العرب أنه إذا نبغ فيهم فتى أو قال شعرا فإن الناس يهنئون أباه أو كما قيل للرهبة بن الهجاج: “لا عليك أن تموت فإن ابنك أصبح شاعرا”، لأن الشاعر يحمي قيم الأبوين ويدافع عن القبيلة والكيان والوجود، وهذه الوظيفة تسلمها في ظرف عصيب الإعلام”.
وتابع المتحدث ذاته “وما ما كنا في مرحلة فارقة بين الكتاب المعروف الذي يدرس في المعاهد والجامعات وبين هذه الصحف التي أحدثت النهضة، وفي بعض المرات ربما مال بعض الناس عن الكتاب وأخذوا بالصحف والمجالات، لأنها كانت تحمل ثقافة حية وكانت تستنهض الهمم وكانت تبين ما يجب أن يذكر في لحظتها، ولذلك لا يجوز في تاريخ المغرب أن نجهل أن الصحف الأولى أنشأها العلماء، حيث كان للفقيه داوود الذي كتب عن تاريخ تطوان صحيفة، وكذلك الشيخ محمد المكي الناصري كانت له صحيفة، والشيخ عبد الله كنون، وهكذا أدرك الناس أن الصحف تحمل فكرا جديدا وهي داعي النهضة.”
واسترسل “في الشرق لا أحد ينكر وجود صحف كثيرة في التاريخ استنهضت الأمة، وهذه الصحف إذا اهتم بها المنتسبون لها وكتابها ومالكوها وتم الانتباه إليها يمكن أن تُحدث شيئا كبيرا في حياة الأمة رغم التقدم التكنولوجي، فاليوم هناك صحف عديدة لا زالت قادرة على تحريك المجتمع في أوروبا وأمريكا وحاسمة في القضايا السياسية”.
وختم الدكتور بن حمزة قائلا “لا يمكن لأحد أن يقنعنا اليوم أن الصحافة انتهت، خصوصا التي يكتب فيها أصحاب الجودة والإتقان، لذلك كلما استطعنا أن نوجد صحافة وندعمها ونجعلها راشدة وقوية نذهب في الاتجاه الصحيح، بل إن نهضتنا تتوقف على وجود إعلام جديد كما قال جلالة الملك محمد السادس، ونحن دائما نتلمس طريقنا نحو النهوض الحقيقي.”