الدار البيضاء عاصمة للعالم ولو لأسبوع واحد من بوابة المسرح الجامعي

تعرف مدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من 1 الى 7 يوليوز 2024 أحداث المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته 36 بتنظيم من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك الدار البيضاء الذي أراد له المنظمون منذ نشأته ان يكون دوليا مطلا على التجارب الوطنية والعربية وغيرها، من خلال مشاركة عدة دول كما هو الامر في نسخة هذه السنة التي عرفت مشاركة دول من القارات الخمس (المغرب – مصر – إندونيسيا – اسبانيا – المانيا – ارمينيا – كولومبيا ….. ) بهدف رئيسي متمثل في خدمة الفن المسرحي لما له من دور في تقوية شخصية الطالب المغربي المعني الأول إلى جانب أهداف أخرى تواصلية ودبلوماسية؛ لذا تسارع الدول للمشاركة وتقوية علاقاتها البينية مع الدول العالم عبر كل الأدوات والوسائل ومن بينها الدبلوماسية الموازية ، مما يساهم في تفعيل و تحقيق أهدافها الاستراتيجية وذلك عن طريق التأثير على رأي الشعوب خاصة الفاعلة منها والمؤثرة في قرارات حكوماتها المركزية والترويج لها عبر إيصال صورتها، من تم ينخرط المغرب في تعزيز مكانته ودوره في عدة مجالات ديبلوماسية مثل الديبلوماسية الثقافية الموازية، لطي يزكي بها صورته ويعزز مكانته بشكل ممنهج إعلاميا وهي مرافعة مواطنية استراتيجية الهدف منها تصدير صورة المغرب للعالم.
في هذا الإطار والبعد الديبلوماسي، تساهم خشبة المسرح في تزكية هذه الدبلوماسية، وزيادة قوة المغرب الناعمة مع الشركاء والفرقاء عبر تظاهراتها الثقافية والفنية حيث أدرك المغرب أهمية الفن والتظاهرات الدولية في تحقيق أهداف سياسته الخارجية، لذا تعمل الدولة بتخصيص ميزانيات ودعم عمومي لرعاية هذا الديبلوماسية الموازية وهو الأمر ليس بالسهلة لتنخرط المهرجانات الفنية في هذا التصور والبعد ولهذا السبب أن هذه التظاهرات لها عدة رسائل وليس من أهدافها تحقيق الأرباح أو الرواج الفني فقط ، بل لاستخدام هذه التظاهرات للتأثير على الرأي العام في الداخل والخارج. وقد دخلت الجامعة المغربية ببعدها الأكاديمي والتواصلي في هذا الشأم منذ القرن الماضي بشكل ممنهج في هذه الديناميكية الإيجابية ولو أن هدفها الأساسي هو تعليمي وتكويني بالأساس سواء في الجانب المعرفي أو الإعداد النفسي والسلوكي للطالب، وذلك على خطى الدول الغربية والدولية لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى الطموحات المأمولة وعلى رأسها الحفاظ على استمرارية تواجد الدولة المواطنة والحاضنة لتحقيق ازدهارها وربط حاضرها بماضيها ومستقبلها، ومع ذلط تضل إشكالية والعائق المادي عنصر معرقل في تطور واستمرارية ونجاح المهرجانات خاصة منها الثقافية، في هذا الجانب يرى المخططين الاستراتيجيين أنه لا يمكن أن تحقق الدبلوماسية الموازية أهدفها الكبرى مع شح وضعف التمويل.

قد يعجبك ايضا