افتتاحية : هكذا انتصرت غزة على الكيان الصهيوني واذنابه؟

بقلم عبد السلام اكني

تعتبر القضية الفلسطينية من القضايا الكبرى التي استأثرت اهتمام الغيورين في الأمة الإسلامية.

فبعد طوفان الاقصى الذي نفذته المقاومة الإسلامية حماس والتي استطاعت من خلاله أن تكسر حدود الكيان الصهيوني المحتل للاراضي المقدسة في فلسطين وقاتل ابناءه منذ عقود.

لم تستطع اسرائيل ان تبتلع الطوفان وأتت على الاخضر و اليابس وحاولت استرجاع أسراها بآلياتها العسكرية بل حاولت قتلهم لطي الملف وشرعت في ابادة شعب اعزل واحتلال أراضيه.

فعل الكيان فعلته بدعم من أذنابه في الدول الغربية وبعض العرب طبعا، وتكالبت الامم على غزة، ولكن المقاومة صمدت بفضل الله وبفضل ابطالها رغم الحصار العسكري الكبير عليها.

ثبت الشعب الفلسطيني واهل غزة رغم القتل والتشريد ووفروا حاضنة شعبية لمقاومتهم التي تؤمن بقضيتهم وهم واعون ان الكيان الصهيوني الذي حاول التطبيع مع الدول العربية والإسلامية لطمس القضية الفلسطينية لا سبيل لدحره الا بالصمود.

ظن بل جزم الكيان وأذنابه في عدد من الدول ومنها المغرب ان لا احد يستطيع وقفه حتى تحقيق نصره المبين، ودعموه بالقول والفعل ، وتم اغتيال كوادر المقاومة و النكاية بالشعب قتلا وتشريدا.

ولكن المقاومة اثبتت العكس ونظمت نفسها رغم كل الضربات وبدعم من بعض حلفائها كحزب الله في لبنان وجهود اهل اليمن وموقف ايران من القضية وحتى بعض المواقف المحتشمة لبعض الدول العربية ثم المسيرات الشعبية في دول عربية وغربية والتي اعطت دعما معنويا لها.

حاول الكيان الصهيوني ان يمرر رسالة الانتصار الموهوم للعالم وانه سيقضي على حماس والمقاومة انتقاما لأسراه وسيبتلع غزة.

جرت المفاوضات وتمسك الشعب الفلسطيني بمقاومته و المقاومة بأرضها وشعبها وقضيتها رغم كل الالام.

واليوم انتصرت غزة رغم انف اعمى البصر والبصيرة، وانهزم الكيان الصهيوني في ارض الشرفاء فهي لم تحقق ايا من اهدافها ومنها تهجير اهلنا في غزة والتهام ارضهم والقضاء على حماس والمقاومة.

ومع توالي الجرائم اتخذت دول عدة موقفها ضد الكيان في الامم المتحدة ،كما ان المحكمة الدولية طالبت باعتقال رئيسهم نتنياهو وهي هزيمة معنوية واستراتيجة له فلم يجد غير الامريكان داعما.

انتصرت غزة ومقاومتها لأنها فرضت شروطها على الكيان الصهيوني بعد اعتقاده أنه بمزيد من الاحتلال والقتل والتشريد ستتحول القضية الفلسطينية إلى مسألة هامشية.

انتصرت غزة بأنفاقها وأذاقت جنود الاحتلال الويلات، وعلمتهم معنى التخطيط والصبر والصمود بأقل الامكانيات، وشاهد العالم كله في مخيمات غزة والضفة بطولات المقاومة التي سيسطرها التاريخ.

انتصرت غزة بعد ان كشفت على الوجه البشع للكيان الصهيوني ولكل الحاملين لشعار حقوق الانسان في العالم.

انتصرت غزة بعدما قدم قادة المقاومة معاني الشهامة والدفاع عن الارض والمقدسات وشكلوا غصة لاسرائيل والدليل طريقة اغتيالهم وآخرهم اسماعيل هنية ويحي السينوار.