صدقت حماس وجَبُن ترامب

محمد الشمسي: محامي مغريي

حل منتصف يوم السبت 15 فبراير 2025 وانصرم ولم يظهر لأسطورة جحيم ترامب أثر، بعدما تمادى في فتح فمه والتبجح بتهديد هو أجبن من أن ينفذ ولو قسطا صغيرا منه، رسخت حماس ومن خلفها باقي فصائل المقاومة ولم يكن إلا ما أرادت وقررت، وتمت عملية تبادل الأسرى كما كان مخطط لها وفق اتفاق الهدنة الذي اضطر الكيان إلى توقيعه ورأسه في الأرض يحمل خطايا وآثام جرائم الإبادة والتطهير مع لعنة مذكرة بحث قضائية من الجنائية الدولية للقبض على مجرمي الحرب نتانياهو ومن معه في العصابة التي أنشأت دولة بالمجازر والقتل والإبعاد والهدم ضدا في قانون إنشاء الدول.

انقضى منتصف يوم السبت ولم يظهر لجحيم ترامب لهيب ولا دخان ولا جمر ولا حمم، كم هو مسكين ذلك العجوز الأصفر المخرف، لسانه طويل وعقله قصير وخطواته نزق في نزق، وخطابه بئيس يعكس بؤس النظام العالمي الذي سمح لمثل هؤلاء بالظفر بكرسي أكبر دولة، ترامب يستهل ولايته بضربة على القفا، ضربته عليها المقاومة الفلسطينية التي أثبت جهله بها وبأمجادها، ربما أعمته الصهيونية البغيضة على الاطلاع على بعض كتب التاريخ، ليتأكد أن المقاومة لا تكتب التاريخ فقط بل إنها هي التاريخ عينه، ترامب استهان بالمقاومة الفلسطينية حين ظنها نسخة طبق الأصل من بعض القادة العرب الذين استدعاهم كما يستدعي الحاكم واليا من ولاته على ولاية في الإمبراطورية، ليجلسه أمامه ويحضر له الصحافيين والكاميرات يتفرجون عليه وهو يتلعثم يوشك أن يبلع لسانه مع ريقه، عاجز على رفض تقسيم وطنه، ذليل صاغر رامش بعينيه في اضطراب وحرج، وآخرون فضلوا الغياب رغم الاستدعاء ولعلهم يضعون الحفاظات في انتظار “جحيم ترامب”…

لم يهتم العدو الصهيوني بهلوسة ترامب، بعدما أدرك أنه لا سبيل له من الخروج من مستنقع غزة إلا بالتوسل للوسطاء كي يقنعوا أو يضغطوا على حماس وباقي الفصائل لعلهم يجودون ويقبلون هدنة…

صدقت حماس ومعها باقي الفصائل في إصرارهم وثباتهم، ولم يطلقوا من الأسرى سوى ثلاثة، وأرغموا الاحتلال على تحرير 369 أسير ومختطف فلسطيني، وجبن ترامب وبكم وأحجم وتقهقر، وتبين أن جحيمه الذي يلوح به ما هو إلا لحظة خروج ريح من رجل فقد السيطرة على عقله وقع في شباك جماعة الضغط الصهيوني المتطرف الذي مده بالمال ليوصله إلى البيت الأبيض وليحقق ببلاهته وطمعه وجشعه ما شاء رؤساء ذلك اللوبي الذي يعمل عمل العصابات الإجرامية التي لا يعنيها القانون الدولي بمنظماته ومحاكمه، ولا الرأي العام الدولي ولا الأخلاق ولا اللياقة الدبلوماسية ولا الدين…

قد يعجبك ايضا