أمطار غزيرة تغرق دوار الناظور بأولاد علي الدهيرات

العابدي عصام

تحول دوار الناظور، التابع ترابياً لجماعة خميس بني شگدال بإقليم الفقيه بن صالح، إلى شبه بحيرات بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة منذ مساء يوم الأحد من شهر مارس الجاري وحتى صباح اليوم الاثنين. هذه الأمطار، التي كانت كافية لشل حركة السير وإغراق المنازل، كشفت مرة أخرى عن الإهمال الكبير في البنية التحتية بالمنطقة، مما تسبب في معاناة كبيرة للساكنة المحلية.

وأوضح بعض السكان أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الدوار للغرق، حيث يعاني السكان من هذه المشكلة منذ ثمانينيات القرن الماضي دون أي تدخل جدي من الجهات المسؤولة. وأعرب السكان عن غضبهم واستنكارهم الشديدين لهذا الوضع، الذي وصفوه بـ”الإقصاء والتهميش واللامبالاة”، مؤكدين أنهم يشعرون بأن دوارهم مجرد ورقة انتخابية يتم استغلالها في فترات الانتخابات دون أي اهتمام حقيقي بتحسين أوضاعهم.

وأشار السكان إلى أن الوضع الكارثي أجبرهم على البقاء في منازلهم طيلة هذه الفترة، حيث أصبح من الصعب على التلاميذ الوصول إلى مدارسهم، وعلى الرجال الذهاب إلى مسجد الدوار، خاصة في شهر رمضان المبارك. كما أن الشاحنات الصهريجية التي تزود السكان بالماء الصالح للشرب، وكذلك الشاحنات التي توفر المواد الغذائية للمتجر المحلي (حانوت الدوار)، واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنطقة، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية.

وحمل السكان المسؤولية الكاملة للسياسيين والمجالس الجماعية، الذين يتهمونهم بإهمال المنطقة وعدم الوفاء بوعودهم الانتخابية. وأعرب السكان عن أملهم في أن تصل أصواتهم إلى الجهات المسؤولة على المستويين الإقليمي والجهوي، مطالبين بالتدخل العاجل لإنقاذ دوار الناظور، الذي يضم حوالي 130 منزلاً ويعاني سكانه في صمت من الإهمال والتهميش.

هذه الأحداث تضع علامة استفهام كبيرة حول مدى فعالية السياسات المحلية في التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتكشف عن الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية في المناطق الريفية التي تعاني من الإهمال المزمن.

قد يعجبك ايضا