المهداوي تحت المقصلة: تضامن وتنديد بمحاولة الإجهاز على ما تبقى من حرية الصحافة في المغرب؟

MA24TV
تعرض الصحفي حميد المهداوي لحملة مغرضة وراءها تماسيح تسعى لذبح ما تبقى من بصيص حرية مهنة المتاعب في بلادنا العزيزة.
مر المهداوي من فترات صعبة بعد الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهم واهية، وبعد خروجه استطاع ان ينهض من جديد ولكن صدم بنفس الواقع ووجوه جديدة ظهرت لتقوم بنفس الدور وهو محاولة إلجام الصحافة المستقلة والنزيهة وبدأت الشكايات التي لم يفهم المغزى منها تتقاطر على الصحفي المهداوي.
في خضم هذه التجاذبات تضامن العديد من الزملاء الإعلاميين مع الصحفي المهداوي وحاولوا الوقوف على هذا الجرح الغائر الذي يهدد حرية الصحافة ببلادنا.
وكتب توفيق بوعشرين مدير جريدة أخبار اليوم سابقا عبر حسابه فيسبوك تدوينة مطولة وقال ” مقال يونس مجاهد عن محاكم الشرف والتنظيم الذاتي، وربطه بمرجعيات مثل دوركايم وبيير بورديو، لا يثير الاستغراب فقط لغربة كاتبه عن هذه المفاهيم، بل يبعث على قدر غير قليل من السخرية المرة. فهذا شخص باع الجمل بما حمل منذ زمن، وتحول إلى معول هدم للمهنة وتاريخها، وللصحافة وأخلاقياتها، وللالتزام بمقتضياتها. ومع ذلك، لا يزال يتحدث عن خطاب الماضي، مستحضِرًا حنينًا لصحافة ماتت ولم تجد من يدفنها.
وأضاف “لقد رحلت تلك الصحافة لأنها لم تعد تجد ما يكفي من أوكسجين الحرية لتتنفس. والمقرف أكثر، أن عملية القتل غير الرحيم هذه تجري على أيدي المحسوبين على المهنة أنفسهم، في مقدمتهم نقابة لم يعد أحد يعرف من تمثل.
وتابع بوعشرين ” ومجلس وطني معين من قبل الحكومة، فاقد للشرعية القانونية والدستورية، ومجرد من المشروعية المهنية، إضافة إلى جمعيات ممسوخة، مكلفة أولًا وأخيرًا بإعلان وفاة شيء اسمه الصحافة، ولهذا تتقاضى مليارات من جيوب دافعي الضرائب فقط لتسير في جنازة المهنة إلى مثواها الأخير.
واستراسل ” اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت آلة التشهير وصناعة القتل الرمزي لكل صاحب رأي أو فكرة أو مشروع لا ترضى عنه السلطة. لم تعد هناك في هذه البلاد صحافة ولا إعلام، ولا هم يحزنون”.
وأكد توفيق بوعشرين ” وإذا كان يونس مجاهد يصدق حقًا حديث التنظيم والذاتي ومحاكم الشرف ومواعظ التضامن الأجوف، فربما يجب تذكيره بدوره في الحملة المسعورة التي قادها ضد معتقلي الرأي من الصحافيين، وكيف كان صوتًا مستأجرًا للرد على المنظمات الدولية التي كانت تطالب بمحاكمات عادلة للماثلين أمام القضاء، وتندد بالانتهاكات التي طالت شروط المحاكمات العادلة.
ومادام السيد مجاهد يضيف بوعشرين مازال يتذكر عميد السوسيولوجيا الحديث في فرنسا اليه نهدي هذه المقولات لبيير بورديو يقول :عندما تصبح الصحافة أداة للتشهير، فهي لا تقوم بدورها في كشف الحقيقة، بل تصبح وسيلة للضبط الاجتماعي والسياسي )
ويقول:
(القتل الرمزي للأفراد في الإعلام هو أكثر أشكال العنف الرمزي فاعلية، لأنه يجرد الضحايا من شرعيتهم دون الحاجة إلى استخدام القوة المباشرة).
واليوم، يتنمر السيد مجاهد على الزميل حميد المهداوي، لأنه “حائط قصير”، محروم من حقه في بطاقة الصحافة التي لم تعد تعني شيئًا ولا تضيف شيئًا لحاملها، ومحروم هو وغيره من حماية القانون له ولأسرته، ومحروم من تضامن زملائه، ورأسه مطلوب لأكثر من جهة يزعجها صوته. ومن أفضل لذبحه غير زملائه، حتى يتفرق دمه بين القبائل وهي عادة جاهلية رجعنا اليها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وختم ” كل التضامن مع الزميل حميد المهداوي” .
وكتب الصحفي يونس المكسين مقال رأي في موقع صوت المغرب يتحدث فيه عن قضية المهداوي عنونه ب ” القضية ليست المهداوي.. بل مستقبل الصحافة”.
وكتب المسكين ” وبصرف النظر عن تفاصيل هذا الملف أو حيثيات تلك القضية، فإن ما يحصل مع المهداوي منذ أكثر من عام، لا يشرّف المغرب ولا عدالته ولا مؤسساته التنفيذية والمهنية، لسبب واحد هو أنها تنطوي على محاولات غير مفهومة لإسكات صوت يعبّر بشكل مختلف عن المألوف.”
وتابع “أن الرجل فرض نفسه في فضاء مستقل، خارج الحسابات القديمة، وصنع منصته الرقمية ووصل إلى فئات كانت تشعر بالتهميش الإعلامي. ولم يكن أسلوبه يُشبه الصحافة الكلاسيكية التي تحسب كلماتها وتحرص على التوازن في خطابها، بل كان صوتا يشبه جمهورا لم يكن يجد صوته في المنابر الرسمية أو حتى في الصحافة المستقلة التي أُنهكت اقتصاديا وسياسيا حتى أصابها الشلل شبه الكلي”.
وقال المسكين في مقاله ” والمقلق اليوم، أن استهداف هذا النموذج لم يتوقف عند محاصرة تجربته، بل امتد إلى تصفية كل ما تبقى من فضاء للنقاش الحر، عبر آليات تضييق متعددة، تبدأ بالضغوط المالية، وتمتد إلى المتابعات القضائية، ولا تنتهي عند الفراغ القانوني والمؤسساتي الذي يعيشه قطاع الإعلام، والذي يوظّف لإشعال “الفتنة” داخل بيت الصحافة بدل ترميمه وإعادة بنائه.
وتابع إن ما يحدث اليوم لا يتعلق فقط بصحافي اسمه حميد المهداوي، بل بمشهد إعلامي يواجه تحديات وجودية.
وكتب الاعلامي امين خطابي عبر حسابه فيسبوك “ما يتعرض له الزميل الصحافي الحر حميد المهداوي، من هجمات ممنهجة من مختلف الجهات عبر شكايات كيدية، أبرزها التي وضعها وزير “العدل والشكايات” عبد اللطيف وهبي، وها نحن اليوم أمام استدعاءات من طرف يونس مجاهد، الذي يجاهد في سبيل الإجهاز ما تبقى من صحافة حقيقية في #المغرب، هي محاولة لإسكات صوته الذي ينطق بحقيقة القضايا والأمور بالمغرب، هذا في الوقت الذي تم “ترييع” مجال الإعلام بشكل رسمي، يتطلب وقفة رجل واحد من جميع الأصوات الحرة، للوقوف في وجه هذه الردة الحقوقية وقمع لحرية الرأي والتعبير، التي تروم لإرجاعنا لما قبل سنوات الجمر والرصاص.”
فيما عبر الاعلامي عبد الصمد بن عباد عن تضامنه مع الصحفي المهداوي عبر حسابه فيسبوك وكتب ” مقال يونس مجاهد رئيس اللجنة المؤقتة ـ الدائمة ـ لتسيير شؤون الصحافة، خطوة جديدة في مسار “الاغتيال المعنوي” للصحافي حميد المهداوي.
وعوض “أن يمنح يونس مجاهد البطاقة للزميل حميد، ويعلن موانع تضامن الجسم الصحافي مع الزميل المهداوي، فإنه يبرر عدم منحها، ويزيد بتقديم مسوغات لمحاكمته “أخلاقيا”!
حميد، اتفقت أو اختلفت معه، تعبير عن مأزق السلطة مع الصحافة، فهي تريدها، لكنها لا تريدها حرة، ومستقلة، تريدها وتريدها تابعة، أداة، رجع صدى لا أكثر.
تعرف السلطة أنها لم تخلق الصحافة، ولا الحرية، وتعرف أن المجتمع هو أبوهما الذي لا يفرط في بنيه، لذلك تسعى إلى تشويه الحرية، وتلطيخ سمعة الصحافة، حتى يرفع “الوالد/المجتمع” يديه عن أبنائه.
تؤمن السلطة أن المجتمع قد يضعف لكنها تؤمن أنه لا يموت.
قديما قالوا: “إنهم يعممون القمع لنعمم التضامن”.
تضامن مطلق مع حميد المهداوي.”
ودونت الصحفية حنان باكور عبر حسابها فيسبوك ” تعرفون لماذا كل هذا التكالب على الصحافي حميد المهداوي؟!
ببساطة…لأننا قوم بالت بينهم الثعالب..لم نعد جسما، بل مجسما متصدعا حولته آلة التجريف والتخويف إلى “مومياء” محنطة لم تعد لها لا ملامح ولا تعابير وجه من شدة الصمت.
كل التضامن مع الزميل حميد المهداوي.”
وعبرت الصحفية السابقة لجريدة اخبار اليوم هاجر الريسوني ” كل التضامن مع الزميل حميد المهداوي ضد الحملة التشهيرية التي تخاض ضده منذ فترة طويلة وزادت حدتها، هذه ضريبة العمل الصحافي المستقل في المغرب ، وهذا يدل على أنك في الطريق الصحيح وأنك تزعجهم!.