اقصاء الأمازيغية تضع بن سعيد ورطة

وجهت انتقادات حادة لمحمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بعد نشر وزارته ملصقاً دعائياً للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط دون تضمين اللغة الأمازيغية، رغم كونها لغة رسمية في الدستور المغربي.
وجاء الملصق، الذي يُعلن عن فعاليات المعرض المزمع تنظيمها من 18 إلى 27 أبريل 2025، باللغة العربية فقط، مما أثار استياء نشطاء أمازيغ ومهتمين بالحقوق اللغوية.
اتهامات بإقصاء لغة دستورية
اعتبر فاعلون في الحقل الثقافي الأمازيغي أن إغفال الأمازيغية في الملصق الرسمي يُعدّ انتهاكاً للدستور، الذي يمنحها صفة اللغة الرسمية إلى جانب العربية، خاصة في ظل الحديث عن “جهود الحكومة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في الحياة العامة”.
وفي هذا الصدد، غرّد الناشط الحقوقي والكاتب أحمد عصيد على صفحته بفيسبوك: “أن تقوم وزارة الثقافة بإصدار ملصق حول المعرض الدولي للكتاب بلغة واحدة هي العربية، هو واحد من أمرين: إما أن الوزارة تنتمي إلى دولة أخرى غير المغرب، وبالتالي تعفي نفسها من الالتزام بدستور البلاد وقوانينها، وإما أنها تمارس نوعاً من العصيان الإداري”.
وأضاف عصيد: “في الحالتين، الوزارة ملزمة بتفسير سلوكها الغريب بعد 14 عاماً على الدستور، و6 سنوات على صدور القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”.
تداعيات وتوقعات
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه قضية تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية نقاشاً واسعاً، وسط اتهامات للحكومة بالمماطلة في تطبيق القوانين ذات الصلة. ولم تصدر الوزارة أي توضيح رسمي حتى الآن بشأن سبب إغفال الأمازيغية في الملصق، مما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إليها.
يُذكر أن المعرض الدولي للكتاب بالرباط يُعدّ من أبرز الأحداث الثقافية في المغرب، ويُفترض أن يعكس التعدد اللغوي والثقافي للبلاد، وفقاً لما ينص عليه الدستور.