الشمسي يكتب: الحرب العالمية 3 بدأت ..

محمد الشمسي- محامي مغربي
واهم من يعتقد أن الحرب العالمية الثالثة على وشك الاندلاع، ببساطة لأنها اندلعت فعلا واستعرت وحميت، دولة المحور فيها وحيدة وهي المقاومة الفلسطينية، وباقي الدول متحالفون مع بعضهم ضدها.
فإذا كانت الحرب العالمية تعني مشاركة كل دول العالم منقسمين إلى فريقين متحاربين، فإن العالم انقسم إلى فريق يضم المقاومة الفلسطينية المعزولة تدعمها قلوب الشعوب الأصيلة والتي مهما بلغت درجة التضامن معها فذلك ليس سلاحا ناجعا يجدي على أرض المعركة، وإلى فريق شرير يتكتل فيه كل ملعوني الإنسانية ومردته ووحوشه، وقد اندمجت معهم كل أنظمة العالم بعدما اقتسموا الأدوار بينهم كما تفعل العصابات، دول قدمت العدة والعتاد لإهلاك جميع من على فلسطين لإخلائها للصهاينة، ودول توفر الغطاء الإعلامي لتزييف التاريخ وتمنح للمحتل حق الدفاع عن نفسه ضد صاحب الأرض، و دول تحبس أنفاس شعبها للجهر بكلمة الحق، ودول متواطئة بصمت مريب علنا، وبتواطؤ وضيع سرا، ودول تشارك بنأي نفسها عن الجريمة، فلا تحرك ساكنا في معرض قول كلمة صدق أمام الفظائع الوحشية التي تقترف في حق شعب جريرته الوحيدة أنه يمارس حقه المقدس في الدفاع عن أرضه وعرضه وعن تاريخه وجغرافيته.
وإذا كانت الحرب العالمية تستخدم فيها كل سبل الهمجية فإن الحرب على فلسطين حققت من الدموية والهمجية مالم تفعله الوحوش بفرائسها، تقتيل وتخريب وتدمير وتهجير وتجويع وقصف المستشفيات فوق رؤوس المرضى والمصابين، وهدم المدارس والمساجد والكنائس وتدمير مقرات المنظمات الدولية للإغاثة، واغتيال القادة والصحافيين، والانتشاء بقتل الأطفال والنساء، وقطع الماء والكهرباء ومنع الدواء والماء، ونبش القبور، وترك الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء، والكل يستمتع بالمشهد إن طوعا أو كرها، وحتى بعض اللئام الأنذال الجبناء شاركوا في وليمة التقتيل بانتقاد المقاومة وتحميلها أوزار الغزو، وذلك شكل مفضوح من أشكال الانبطاح و تأييد التطهير العرقي لشعب صامد محتسب مصطبر سلاحه عدالة قضيته وهوان العالم عليه، وفي المحصلة يؤسفنا أن نحيا الزمن البئيس الحقير الذي تكالب فيه الهمج الرعاع على الكرام البررة، ونقف شاهدين على عجزنا أمام شعب يباد ويسحق بخبث بشري وبدعم من الذكاء الاصطناعي، في زمن إيلون ماسك ودونالد ترامب ونائبه ديفيد فانس الذي تروي سيرته أنه يبلغ من العنصرية مالم يبلغه الفراعنة الأولون، وفي زمن الهارب من الجنائية الدولية النتن…ياهو وعصابته، وفي زمن أنظمة عربية وأخرى يشاع أنها مسلمة سلمت في الإخوة في الدين وتركتهم في كماشة المتطرفين ما بين يهود ومسيحيين لا يجدون حرجا في اعتبار أنفسهم رسلا من الرب…
المقاومة الفلسطينية وحدها تقاتل العالم في الحرب العالمية الثالثة القذرة الدنسة والوسخة، التي لا ترد عدوانا ولا تتصدى لمحتل، بل هي بغي و طغيان وإرهاب، وفي قمة عجزنا نجثوا على الركب صاغرين لله عز وجل نرفع الأكف، نتوسل عدالة تنزل من السماء…