الغاء مؤتمر صحفي بين ترامب ونتنياهو

أعلن البيت الأبيض اليوم الإلغاء المفاجئ للمؤتمر الصحفي المشترك المقرر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد وصول الأخير إلى واشنطن في زيارة قصيرة تهدف إلى مناقشة ملفات شائكة تشمل غزة وإيران والرسوم الجمركية .

تفاصيل الإلغاء والاجتماعات المغلقة
كان الصحفيون يتجمعون عند بوابات البيت الأبيض لتغطية المؤتمر المرتقب، عندما فوجئوا بإعلان الإلغاء دون إبداء أسباب واضحة، مما أثار تكهنات حول طبيعة الخلافات المحتملة بين الجانبين أو تغيير في الأولويات . وجاء هذا الإلغاء بعد ساعات من لقاء نتنياهو مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في “بلير هاوس” (بيت الضيافة الرئاسي)، حيث ناقشا جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في غزة، لكن دون الإعلان عن أي تقدم ملموس .

الملفات الحساسة على الطاولة
وفقًا لمصادر مقربة من المفاوضات، ركزت المباحثات بين ترامب ونتنياهو على أربع قضايا رئيسية:
1. أزمة غزة والأسرى: سعى نتنياهو إلى تصعيد الضغط الأمريكي على الوسطاء (مثل مصر وقطر) لتسهيل صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الباقين في غزة، الذين يُقدّر عددهم بـ59 أسيرًا (24 منهم على قيد الحياة) .
2. التهديد الإيراني: ناقش الجانبان التنسيق لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع اقتراب مهلة شهرين التي حددها ترامب لبدء مفاوضات جديدة مع طهران .
3. الرسوم الجمركية: حاول نتنياهو إقناع ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية بنسبة 17% على الصادرات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة، والتي قد تكلف الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا .
4. التواجد التركي في سوريا**: طالب نتنياهو بتدخل أمريكي لوقف تعزيز الوجود العسكري التركي في سوريا، الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا لأمنها .

ردود الفعل والتكهنات :
لم يُصدر البيت الأبيض بيانًا رسميًا يشرح أسباب إلغاء المؤتمر، لكن بعض التحليلات أشارت إلى أن الخلافات حول أولوية الملفات (خاصة إيران مقابل غزة) أو التوترات الناجمة عن تصريحات سابقة لنتنياهو قد تكون وراء القرار . يذكر أن إدارة ترامب سبق أن ألغت اجتماعات مع الجانب الإسرائيلي احتجاجًا على انتقادات نتنياهو العلنية لسياساتها، كما حدث في يونيو 2024 عندما انتقد تأخير واشنطن في إرسال أسلحة لإسرائيل .

الخلفية السياسية والقانونية :
تأتي هذه الزيارة في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا داخلية، بما في ذلك محاكمة فساد مقررة في تل أبيب الأسبوع المقبل، وتصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإنقاذ الأسرى في غزة . كما تزامنت مع تصاعد التوتر في المنطقة، خاصة بعد انهيار المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة .

رغم الإلغاء المفاجئ للمؤتمر الصحفي، فإن اللقاء المغلق بين ترامب ونتنياهو يؤكد استمرار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وإن كان مع إشارات إلى خلافات تكتيكية قد تُعلن لاحقًا. وتظل ملفات الأسرى والتهديد الإيراني في صدارة الأجندة، مع تركيز وسائل الإعلام على أي تطورات قد تظهر من الاجتماعات غير المعلنة .

قد يعجبك ايضا