صابري: المغرب يسعى لتعزيز العلاقات مع الافارقة

أكد السيد هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، على ضرورة بناء تحالفات إفريقية قوية ترتكز على تبادل التجارب الناجحة، ودعم الكفاءات، وتحفيز المبادرات المشتركة، وذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من “الأيام الإفريقية حول الاستثمار والتشغيل”، المنعقدة يوم الاثنين بكلية السويسي للعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في الرباط.
وشدد صابري على أن “إفريقيا تحتاج اليوم إلى الثقة في إمكانياتها”، مستشهداً بكلمة جلالة الملك محمد السادس: “إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا”، معتبراً أن القارة في حاجة إلى نموذج تنموي جديد يقوم على الاستثمار في الإنسان والتمكين الاقتصادي والاجتماعي. وأوضح أن التشغيل ليس مجرد أرقام، بل هو عامل أساسي لكرامة المواطن واستقرار المجتمعات.
نحو سياسات عمومية أكثر فعالية
أبرز المسؤول الحكومي أن هذه التظاهرة تشكل “محطة بارزة لتقويم السياسات العمومية في القارة”، وفرصة لتبادل التجارب الناجحة والتفكير الجماعي في قضايا العدالة الاقتصادية والاجتماعية. كما أشاد بالمبادرات التي تجمع بين الأكاديميا وصناع القرار، معتبراً أن الربط بين التشغيل والتنمية البشرية أمر حيوي لتعزيز فرص العمل وخلق الثروة.
المغرب نموذجاً في الإصلاحات الهيكلية
استعرض صابري الإصلاحات الكبرى التي أطلقها المغرب تحت التوجيهات الملكية، ومن بينها:
توسيع الحماية الاجتماعية لشمل ملايين المواطنين.
تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض.
تطوير المنظومة الصحية عبر التكوين والتجهيز.
بلورة سياسة وطنية جديدة للتشغيل تعتمد على تحفيز الاستثمار المنتج لفرص الشغل.
التكنولوجيا مدخلاً للعدالة الاجتماعية
في سياق الموضوع المحوري للدورة، أكد صابري أن التكنولوجيا لم تعد ترفاً، بل أضحت أداة لتحقيق العدالة المجالية والإنصاف الاجتماعي، مشيراً إلى دور الصحة الرقمية في تقريب الخدمات من المناطق النائية وخلق وظائف جديدة. كما أشار إلى جهود الوزارة في تطوير التكوين في المهن الصحية والتكنولوجية، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار لدى الشباب.
رؤية لمستقبل إفريقي مشترك
اختتم كلمته بتوجيه تحية للمشاركين، معبراً عن ثقته بأن مثل هذه اللقاءات تساهم في صياغة رؤية مشتركة لإفريقيا جديدة، تكون أكثر تضامناً وإنتاجاً وازدهاراً، مؤكداً على أهمية التعاون الإفريقي لتحقيق التنمية المستدامة.
هذا الحدث، الذي ينظم تحت شعار “تنمية الرأسمال البشري، النظم الصحية والتكنولوجيات الجديدة”، يعد فرصة لتعزيز الحوار بين الخبراء وصناع القرار، ووضع خطط عملية لمواجهة تحديات التشغيل والتنمية في القارة الإفريقية.