البيضاء: باحثون مغاربة يطرحون حلولاً ذكية لعلاج اضطرابات التوحد باستخدام الذكاء الاصطناعي

في إطار فعاليات المنتدى الدولي الخامس لاضطراب طيف للتوحد الذي اقيمت فعالياته بمدينة الدار البيضاء في الفترة الممتدة بين 10 ابريل الى 12 ابريل 2025، قدّم فريق بحثي مغربي مكون من الأستاذ الجامعي الحسين باعدي والطالبة الباحثة في سلك الدكتوراه شيماء المجذوبي من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، دراسةً مبتكرة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الوظائف التنفيذية لدى الأطفال المصابين بالتوحد.
طفرة علمية في علاج التوحد:
كشفت الدراسة للطالبة الباحثة شيماء المحدوبي خلال مداخلتها بالملتقى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت تُحدث ثورةً في مجال الرعاية الصحية للأطفال المصابين باضطرابات التوحد، حيث تمكنت من تحقيق نتائج إيجابية في تحسين:
- القدرة على التحكم في الانفعالات
- الذاكرة العاملة والتخطيط
- المرونة في التفكير
أدوات ذكية تُحدث الفرق
استعرضت الدراسة مجموعة من الحلول التكنولوجية التي أثبتت فعاليتها، منها:
- روبوتات صديقة للأطفال مثل “ناو” و”كاسبر” التي تساعد في تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية من خلال التفاعل اللعب والأنشطة التعليمية.
-
تطبيقات ذكية على الأجهزة اللوحية مثل “إمباور مي” و”برين إتش كيو” التي تقدم تمارين مصممة خصيصاً لتنمية القدرات العقلية لكل طفل حسب احتياجاته.
-
منصات رقمية متطورة مثل “كوجنيفيت” التي توفر برامج تدريبية ذكية قادرة على التكيف مع تطور مهارات الطفل تلقائياً.
نتائج مبشرة.. وتحديات قائمة
أشارت النتائج إلى تحسن ملحوظ في مهارات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-14 سنة بعد استخدام هذه التقنيات، لكن الباحثين حذروا من بعض التحديات مثل:
– صعوبة تكييف التقنيات مع الخصائص الفردية لكل حالة
– عدم قدرة الآلة على استبدال الدفء الإنساني في العلاجات التقليدية
– مخاطر أخلاقية تتعلق بخصوصية البيانات والاعتماد المفرط على التكنولوجيا
رؤية مستقبلية
أكد الفريق البحثي أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة وليس بديلاً عن الأساليب العلاجية التقليدية، داعياً إلى وضع ضوابط أخلاقية صارمة لاستخدام هذه التقنيات مع التركيز دوماً على مصلحة الطفل كأولوية قصوى.
يُذكر أن هذه الدراسة حظيت باهتمام واسع من المشاركين في المنتدى، حيث تُعد إضافة نوعية للجهود العالمية في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم.