مؤتمر البيجيدي يستضيف العالم الرباني ولد الددو الشنقيطي

استضاف حزب العدالة والتنمية في مؤامره الداعية والعالم الرباني محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي.

في كلمة مؤثرة ألقاها العلامة الموريتاني محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، المنعقد في هذه الأثناء تحت شعار “النضال من أجل مصداقية الاختيار الديمقراطي وكرامة المواطن” بالمركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة، أكد الشنقيطي على الدور الريادي لحزب “المصباح” الذي ظل، في السراء والضراء، وفيًا لوطنه وأمته.

وأشار الشنقيطي إلى أن حزب “المصباح” يبقى فكرة رائدة تتوارثها الأجيال، تسعى لجمع القلوب وتوحيد الصفوف، ولا يُضاهى في دفاعه عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.

وأكد الشنقيطي أن قضية فلسطين تظل القضية الأولى لما تمثله من مركزية عقائدية وفكرية في قلوب ووجدان المسلمين، مشيرًا إلى وقوف الشعب المغربي وحزب العدالة والتنمية مع الشعب الفلسطيني في مسيرات وفعاليات سلمية مباركة.

وفي سياق حديثه عن الأزمة الراهنة، وصف ما يعيشه أهل غزة بأنه “حادثة من الطوفان”، حيث يعانون من حصار خانق يمنع وصول الدواء والمساعدات لهذا الشعب العزيز المحبوب، مستدركا أن وقوف الشعب المغربي مع فلسطين ليس بغريب، فقد ظل دائمًا داعمًا للقدس الشريف والمسجد الأقصى، ومؤيدًا لنضال الشعب الفلسطيني.

ودعا الشنقيطي إلى وحدة الكلمة والصف، مستشهدًا بوصية الأنبياء من نوح إلى إبراهيم وموسى، محذرًا من التفرقة، مؤكدا أن وحدة الكلمة هي السبيل للنجاح والانتصار، داعيًا الشباب إلى تجاوز الخلافات وإذابة الأحقاد، ليظهروا للعالم صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، حيث “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.

وشدد الداعية الموريتاني أمام عموم أعضاء المؤتمر الوطني لحزب “المصباح” على أن وحدة الصف مطلب نبيل يتحقق عبر صناديق الاقتراع، التي يجب أن تكون حاكمة بروح العدالة والتنمية، وبما يعكس التراضي والوفاق.

الشنقيطي وفي ختام كلمته، ترحم على الأستاذ عبد الله بها، واصفًا إياه بـ”رجل الوفاق والتضحية” الذي قدم الكثير من أجل وحدة الصف والكلمة، مؤكدًا أن هذا النهج يظل نهج الحزب ومسيرته..

نشأته وحياته العلمية:
وُلد الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في 31 أكتوبر 1963 بمدينة بوتلميت الموريتانية، وسط أسرة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والتدين. فجده هو العلامة محمد عالي ولد عدود، وخاله العالم الجليل محمد سالم ولد عدود، مما هيأ له بيئةً غنيةً بالعلم والتربية الإسلامية الأصيلة.

أتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من عمره، وتلقى تعليمه في المحاضر الموريتانية (المدارس التقليدية)، حيث درس العلوم الشرعية واللغوية بعمق. ثم واصل مسيرته الأكاديميـة، فحصل على البكالوريا بتفوق عام 1986، والتحق بعدها بـجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، حيث نال درجة الماجستير بامتياز في الفقه الإسلامي.

المسار المهني والإسهامات العلمية
يترأس الشيخ ولد الددو حالياً مركز تكوين العلماء في نواكشوط، الذي يجمع بين مناهج التعليم التقليدي والحديث، كما يشغل منصب رئيس جامعة عبد الله بن ياسين. وكان عضواً في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مما يعكس مكانته كأحد أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي المعاصر.

يتميز الشيخ بفكره الوسطي، واجتهاده في تقديم رؤى شرعية معاصرة، مع الحفاظ على الأصول الفقهية والعقدية. وله حضور إعلامي واسع من خلال محاضراته وبرامجه التي تناقش قضايا الأمة الإسلامية.

مواقفه ونشاطاته الدعوية:
اشتهر الشيخ بدفاعه عن القضايا الإسلامية، لاسيما القضية الفلسطينية، حيث يعد من أبرز الداعمين للقضية في المحافل الدولية. كما يشارك بانتظام في المؤتمرات والندوات العالمية، داعياً إلى الوحدة الإسلامية ومواجهة التحديات المعاصرة.

و شارك الشيخ ولد الددو في المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي** بمدينة بوزنيقة، حيث أشاد في كلمته بمواقف الحزب الداعمة للقضية الفلسطينية، قائلاً:

“لا أحد يستطيع أن يزايد على حزب العدالة والتنمية في دعمه وإسناده لقضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية.”

جاءت مشاركته تأكيداً على دور العلماء في دعم القضايا العادلة، وتعزيز التعاون بين الحركات الإسلامية لخدمة الأمة.

ويظل الشيخ محمد الحسن ولد الددو عَلَماً بارزاً في العالم الإسلامي، يجمع بين العمق العلمي الوعي السياسي، ويسخّر علمه وفكره لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين في شتى أنحاء العالم.

قد يعجبك ايضا