بفضل دعم المبادرة الوطنية.. تعاونية نسائية تنسج الأمل في الفقيه بن صالح

في منطقة أولاد زمام بإقليم الفقيه بن صالح، وبين تفاصيل الحياة اليومية التي توازن بين مسؤولية الأمومة وتحديات الواقع المهني، نسجت فوزية الشعيني، ذات الخمسة والأربعين سنة، قصة نجاح فريدة تُلهم نساء المغرب وتُجسد فلسفة العمل التعاوني.

 

فوزية، الحاصلة على شهادة الباكالوريا في العلوم التجريبية ودبلوم في ميكانيك السيارات والآلات الفلاحية، لم تتجه لمسارها الأكاديمي، بل وجدت شغفها الحقيقي في الخياطة والطرز. وعلى مدى 13 سنة، راكمت تجربة عميقة في المجال، انطلقت فيها كتاجرة بسيطة تبيع العبايات المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تصطدم بواقع ارتفاع تكاليف الشحن وتقلص هامش الربح.

 

في لحظة مفصلية، طرحت فوزية على نفسها سؤالا بسيطا وعميقا : “علاش ما نخدموش منتوج مغربي بجودة عالية وبثمن معقول؟”

لم تكن الإجابة سهلة، لكن الحلم بدأ يتشكّل، واستجمعت شجاعتها رفقة صديقتها لتنطلقا بماكينة خياطة واحدة، متحديتين قلة الإمكانيات وكثرة التحديات.

 

وبعد أشهر من الجهد والمثابرة، تأسست سنة 2019 تعاونية YARA Fashion، بـخمسة أعضاء يحملون هدفا مشتركا يتجاوز الربح المادي : تمكين النساء محليا، تشجيع المنتوج الوطني، وخلق فرص عمل لنساء في وضعيات هشّة.

 

التعاونيات ليست فقط وحدات إنتاج، بل منصات للتمكين الاجتماعي والاقتصادي. وفي هذا السياق، جاء دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة إقليم الفقيه بن صالح، ليشكّل منعطفا حقيقيا في مسار التعاونية. إذ تم توفير تجهيزات أساسية مكنتها من توسيع الإنتاج، وتحقيق جزء مهم من الحلم الجماعي.

 

تقول فوزية الشعيني، رئيسة التعاونية، في تصريح صحفي :

“الدعم اللي جانا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ماشي غير تجهيزات، هو دعم ديال الأمل..

نشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على هذه المبادرة اللي واقفة مع النساء، وكنشكر بزاف القسم الاجتماعي بعمالة الفقيه بن صالح على المرافقة والتشجيع”.

 

بدورها، تقول عضو التعاونية، سلوى:

“هاد المشروع علّمني نآمن براسي، تعلمت نخدم ونتواصل مع الزبائن، وهادشي كان مجرد حلم واليوم أصبح واقعا ”.

 

ويأتي هذا النموذج الناجح في سياق شهر يوليوز، الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للتعاونيات، ليُجسد مرة أخرى كيف يمكن للفكر التعاوني أن يكون جسرا للتمكين، خاصة حين يتقاطع مع الرؤية الملكية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجهودات السلطات المحلية وخاصة القسم الاجتماعي بعمالة إقليم الفقيه بن صالح.

 

تعاونية YARA Fashion ليست فقط ورشة إنتاج عباءات، بل هي مساحة للأمل، ولصياغة قصص جديدة من داخل الهامش، بأيدي نساء لم يقبلن أن يكنّ متفرجات في الحياة، بل فاعلات في مسار التغيير.

قد يعجبك ايضا