البيضاء: صرخات بلا صدى ومشاهد مؤلمة من قلب الأزمة الصحية بمستشفى ابن رشد

رضوان الطاهري

يشهد المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء يوميا حالة من الفوضى العارمة ووضعية صعبة يعيشها المرتفقون الذين يجدون أنفسهم في دوامة من المعاناة التي لا يراد لها أن تنتهي مع الأطر الإدارية والطبية على حد سواء.

تبدأ الرحلة السيزيفية للمرتفقين وعائلاتهم من باب المستعجلات، حيث يفترشون الأرض في غياب قاعة انتظار أو كراسي تؤمن لهم الجلوس والراحة المطلوبة، فيجدون أنفسهم في العراء دون أي حماية من حرارة الشمس أو قساوة البرد والأمطار، حيث يبدو المشهد مأساويا بكل المقاييس، ويطرح أكثر من تساؤل حول مصير هؤلاء المرضى المعوزين والمهمشين والمقصيين من أدنى الشروط التي تحفظ كرامتهم وتعيد لهم الأمل في الحياة.

التقت ma24tv عددا من المرضى الذين ينتظرون ولوج باب المستعجلات للمستشفى، فكان الجواب بالإجماع أنهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة من قبل العاملين بالمستشفى، بل الأنكى من ذلك أوضحوا أنهم أصبحوا عرضة للإبتزاز من أجل ولوج الخدمات الصحية، وإلا فالإهمال والانتظار سيزيد من معاناتهم النفسية والجسدية.

عند ولوج المستشفى، طبعا بعد صراع مع حراس البوابة، تجحظ عيناك للمشاهد المأساوية لعشرات المرضى الذين يؤثثون فضاء تغيب فيه أدنى شروط الإنسانية، ويعجز اللسان عن التعبير عن حقيقة ما يجري ويدور داخله من وقائع تظهر بجلاء الإستهانة بحياة الناس، حيث الدموع والصراخ وأنين المصابين والمرضى تقابل باللامبالاة من طرف القائمين على الصحة بالمستشفى.

أمام هذا الوضع الصحي المشلول يتحول المرتفقون إلى كثل من الصمت أحيانا وأنين جرح غائر أحيانا أخرى.

ترى المرضى هنا وهناك يتدبرون أمرهم بأنفسهم دون أي حماية، يواجهون مصاريف العلاج والدواء وغياب التوجيه والإرشاد والمرافقة، إذ يعجزون عن الحديث عن أوضاعهم التي أقل ما يقال عنها، إنها مأساوية يوازيها واقع تجهيزات وخدمات صحية معطوبة ومشلولة في غياب إرادة حقيقية لإصلاح ما تم إفساده.

قد يعجبك ايضا