المهرجان الوطني للمسرح بالحي المحمدي: تقليد ثقافي متميز
بعد المهرجان الوطني للمسرح بالحي المحمدي تقليداً ثابتاً في أجندة المهرجانات المسرحية الوطنية، حيث تكرر دوراته المتتالية بتيمات دالة تترجم أسئلة المرحلة تكريساً لاستمراريته كمكتسب ثقافي متميز.
و يهدف المهرجان إلى خلق حركية ثقافية وفنية بالمنطقة، انفتاحاً على المحيط والرقعة المحلية والوطنية، وفسح المجال للتلاقي والنقاش ولتبادل المعارف والخبرات، وتدعيم دور الفن عموماً باعتباره رافعة للتنمية وتكريساً لقيم السمو والمواطنة والتسامح.
يتم إقامة المهرجان من خلال تظافر الجهود بين الفاعلين العموميين بالحي المحمدي من ممارسي المسرح وكتابه وممثلين وتقنيين ونقاد ودارسين وممثلي المجتمع المدني، تحت قيادة مجلس دار الشباب الحي المحمدي وهيئات منتخبة ممثلة في مجلس مقاطعة الحي المحمدي. يهدف المهرجان إلى تقريب الفرجة المسرحية الوطنية المحترفة منها والتجريبية من عموم الجمهور ونخبته، تم الانفتاح على عشاق المسرح من الشباب والمدرسين والتلاميذ والطلبة وغيرهم عبر الورشات التكوينية والتحسيسية بهذا الفن النبيل الذي يرقى بالأذواق ويساهم في التنمية البشرية ويربط الفرجة بخلفياتها التربوية والاجتماعية والتواصلية نحو غرس وتبادل القيم الجماعية المؤهلة لمجتمع تفاعلي نطمح إليه من خلال مقاربات سوسيو تنموية.
تأتي الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح، بشعار دال: “المسرح المغربي: ورش مستمر نحو آفاق جديدة”. يعد المسرح المغربي عبر سيرته وأعلامه وتاريخه وتجاربه ومنجزه، يتجدد من الداخل ويواكب التحولات والتطورات وأسئلة المرحلة على عدة مستويات فنية وفكرية وتقنية وحتى إيديولوجية، مطلاً على المستقبل وأفق انتظاره الآتي والآفاق الجديدة والمتجددة. تبرمج هذه الدورة من المهرجان لقاءات تواصلية وتكريمات وندوات محورية خاصة وعامة، كما تتميز كل دورة منه بخصوصية.
تجديده هذه السنة تقديم التحية والتقدير والعرفان لرجل ساهم في ميلاد هذه المهرجان وعايش استمراريته وترسيخ فعل التظاهرات الثقافية المسرحية الوطنية، حيث سيطلق اسمه على هذه الدورة الحالية وهو المرحوم حسن بنواشن. المدرسة التي تتلمذ على أيديها جيل من شباب المسرح في الحي المحمدي وعبر الوطن هم الآن رواد وفعاليات في المجال الفني والمسرحي على عدة أصعدة ممثلون ومخرجون وكتاب وتقنيون وغيره. يعد حسن بنواشن الجسر الممتد بين الموسيقى والمسرح وبين الفن والحياة، لم يكن المسرح بالنسبة إليه مهنة أو هواية فقط، بل أسلوب حياة وممارسة مستمرة في الزمان والمكان فعلاً وتفاعلا.