صون الكرامة قبل صون تراث احواش
تقرير : ف.القبابي
اجمع معظم المشاركين على ضرورة صون كرامة الممارسين التراث الثقافي اللامادي قبل صوت هذا التراث،رسالة قوية إلى الوزارة الوصية على القطاع بضرورة تحسين الوضع الاجتماعي و الاقتصادي لهؤلاء الممارسين الذين يواجهون ظروف اجتماعية صعبة وذلك خلال الندوة العلمية التي نظمتها اللجنة المنظمة للمهرجان الوطني لفنون احواش صباح يوم السبت 11 يونيو الجاري بقصر المؤتمرات بورزازات، و الموسومة ب :”فنون احواش إرث ثقافي و حضارة عريقة”.
شهدت الندوة العلمية حضورا وازنا من أساتذة جامعيين و مثقفين و اعلاميين، و فنانين، بالإضافة إلى كل من المدير الجهوي للثقافة لجهة درعة تافيلالت، عمر بن سعيد، و المدير الإقليمي لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة (قطاع الثقافة) بورزازات محمد امزيل، و بمشاركة الأساتذة: الدكتور عزالدين بونيت، و الدكتور محمد الخطابي.
الندوة كانت من تسير الأستاذ مبارك ايت القائد باحث و مهتم بالتراث، الذي أوضح أن الندوة العلمية لها وزنها الاكاديمي والعلمي، وداعمة للمهرجان الوطني لفنون احواش. من جهته ذكر الأستاذ الباحث محمد الخطابي بضرورة الإنتباه إلى الخلط بين كلمة “احواش” على الشبكة العنكبوتية و التي تشكل ” متنا او خزانة متفاوتا من زوايا عديدة”, متسائلا في الوقت نفسه” ما هي الزوايا؟ فما المقصود كونها متفاوتة؟ و ما تأثير ذلك في احواش من زوايا واقعية ومعرفة و توثيقية؟”.
إلى ذلك عالج الأستاذ الباحث عزالدين بونيت في مداخلته المعنونة ب : فنون احواش… دينامية الرسوخ و التحول ” تاريخ فنون احواش من خلال دخولها إلى نطاق المثاقفة منذ تلاثينيات القرن الماضي، موضحا “التغييرات التي طرأت على مختلف أبعاد فرجات احواش من حيث البناء و التوزيع الفضائي والوظاىف و التدرجات”.
و أفضت المناقشة التي تلت الندوة العلمية إلى ضرورة رد الاعتبار للممارسين و حاملي التراث الثقافي اللامادي و صون كرامتهم من خلال تحسين أوضاعهم المادية و الاجتماعية بتخصيص تغطية صحية و أجر شهري يحفظ ماء و جههم على حد قول هؤلاء الممارسين، كما اجمعين بعض التدخلات على صون و حفظ التراث اللامادي و الذاكرة من الاندثار و الضياع في ظل اجتياح العولمة و التيارات الفكرية الهدامة من خلال توثيقه وارشفته سيما و أن المغرب يتوافر على رصيد تراثي لا مادي غني وتاريخ وحضارة عريقة.