المصائب تحل علينا تباعا.. فهل هي بداية قيام الساعة؟
لحسن كوجلي
انا لي ان اعرف مصدر الوان المصائب والشدائد التي توالت علينا مؤخرا, حيث لا تكاد تغرب واحدة حتى تشرق علينا أخرى اشد, مقابل ذلك لم نعد نبصر في هذه الدنيا أي مشهد يثلج الصدر, ولا صورة جميلة تمحو من بالنا اهوال الحزن الذي اصبح لاصقا بنا بالمرة.
فمنذ ظهور وباء كوورنا, وحالنا لم يعد له طعم, ولا رائحة عطر, الى درجة اخال فيها بان الله تعالى يدبر لنا أمرا ما, أو اريد من فعله ان يطهرنا من قبح ما يعتلينا من أفعال واعمال تستحيي منها الشياطين
أوبئة وحروب وجفاف وقحط وغلاء معيشي ونفاذ مياه, ضف اليه ما تعرفه هذه الأيام من ارتفاع مهول في درجات الحرارة. علامات كلها تنذر بكارثة انسانية آتية لا ريب فيها, إذا لم نظهر سريعا ندمنا الى الله تعالى, بدل ان نستمر في المكابرة عن التوبة الصادقة.
حتما سيلاحظ كثير من الناس ان حياتنا أضحت تمضي بدون هدف ولا طموح, بلا فرح ولا سرور, بلا حس ولا شعور, لم نعد نفهم لماذا نعيش, ولأي هدف نتعب ونشقى, غاب بيننا التضامن والإحسان والكرم واللطف, نفسيتنا تهاوت الى الحضيض, لم تعد تقوى على تحمل المزيد من مشاق الدهر, لا وزير يشعر بالراحة ولا قائد ولا مدير ولا غني ولا فقير, ولا مسؤول من فوق كرسيه عالم بشدائد امورنا, ولا هو قادر على تخفيف اثقالنا, كوارث تلو الأخرى تتوالى علينا, ولا احد منا يجتهد لطرد السوء من بيننا, ويعيدنا الى سابق العهد الجميل.
تعاظم حزننا, ودب الوجع فينا, فقدنا الإحساس بحلاوة الدنيا, لا نبصر من حولنا سوى ما يتصنع من سوء الاحداث, فقر واعتداء وظلم ورشاوى ومحسوبية وقتال عائلي وجنس مقابل النقط والوظيفة وحوادث سير وسوء معيشي الى غير ذلك من حوادث تجعل العاقل يتساءل عن منا يتساءل عن مهلة الله تعالى بعد أن ضرب الناس من السماء بصواعق البرق والرعد, وغزوه الارض بالقمل والضفادع والجراد والكوارث والاوبئة حتى يسوي جبالها بالبحور بما فعلت أيدينا من شر وعداء وفسق وظلم كثير في الأرض.